زهرة الحركة الطلابية
سهام صبري
التحقيق: نيابة أمن الدولة – الرابع من يناير 1973
في صباح يوم السبت الموافق 6/ 1/ 1973 عاد وكيل النيابة المحقق إلى مبنى إدارة مباحث امن الدولة لاستكمال استجواب الطالبة سهام سعد الدين صبري، وفى بداية التحقيق طلبت الاطلاع على أقوالها التفصيلية التي أبدتها أول أمس فمكنها المحقق من ذلك، ثم سألها المحقق هل كان لها نشاط سابق على ما حدث بكلية الطب بجامعة القاهرة، فقالت إنها ترغب قبل الرد على هذا السؤال أن توضح بعض النقاط في أقوالها السابقة حتى لا تفهم خطا وهي:
أولأ: كنت قد قلت في صفحة 3 من التحقيقات ما نصه “وأننا عندما نرفض القمع فلا حوار ولا مساومة مع السلطة في هذا وإنما الموقف هو أن علينا أن نتجمع أولا ونعى القضايا ثانيا، ثم ننظم أنفسنا في تنظيمات خارجة عن كل تنظيمات السلطة كاتحاد الطلبة والاتحاد الاشتراكي لتكوين البديل الشعبي واقترحت أن نبدأ في تكوين لجان الدفاع عن الديمقراطية في الكليات.
ثانيا: في نفس الصفحة تحدثت عن تشكيل الاتحاد الوطني لطلبة جامعة القاهرة كبديل للاتحادات العميلة والتي ترفض السلطة أجراء انتخاباتها رغم فوات الموعد القانوني.
ثالثا: كما قلت في صفحة 4 ما نصه “انا أؤكد على أننا لازم نخرج من إطار الحركة العفوية اللى بتكون رد فعل لأى حادث ثم تنتهى مثلما حدث في حركة يناير السابقة رغم أن الحركة العفوية هي شكل جنيني للحركة المنظمة، ولكننا يجب أن ندرك هذا ولا تبهرنا الحركة العفوية وان نلجأ دائما إلى محاولة تنظيم الحركة لنسير في خط متصاعد وان المطلوب دلوقتى مش رفع شعار إسقاط السلطة وإنما فضحها دائما ومحاولة إيجاد البديل الشعبي لها خوفا من أن تلجأ السلطة لإجهاض الحركة عن طريق رفع شعارات متقدمة على المرحلة يتبناها الطلبة العملاء وفى هذا السبيل أكدت على اقتراحي السابق وهو تكوين لجان الدفاع عن الديمقراطية.
رابعا: وفى صفحة 5 قلت: وكنت بدأت استاء من كثرة تعطيل فكرة تكوين لجان الدفاع عن الديمقراطية في الكليات فظللت أؤكد إننا لا يجب أن ننشغل كل يوم في مؤتمرات موسعة ومسيرات وإنما نبدأ العمل الجدي الطويل النفس من اجل تكوين لجان الدفاع عن الديمقراطية في الكليات.
وقررت الطالبة سهام صبري بعد ذلك، وتوضيحا لهذا الكلام السابق أقول: أن الحركة الطلابية للآن وفى الأحداث الأخيرة أيضا ما زالت عفوية بمعنى إنها تنبع من مجرد إحساس الطلبة بالسخط والرفض لمواقف السلطة من قمع الديمقراطية ورفضها لفكرة الحرب الشعبية ولا تنبع من تأثير خارجي من أى جهة سواء كانت جهة أجنبية أو محلية منظمة بمعنى تنظيم سرى، وان الذي اقصده من عبارة تنظيمات خارجة عن كل تنظيمات السلطة لا اقصد به تنظيمات بمعنى تنظيم سري وإنما اقصد ألا تكون الحركة في شكل اعتصامات ومظاهرات مستمرة لأننا لا نريد إحداث فرقعات دائمة في الجبهة الداخلية وإنما نريد أن نصل لأهدافنا عن طريق منظم يعنى فيه نظام وهذا للضغط على السلطة بطريقة سلمية منظمة لا تتيح لها فرصة تصعيد الحركة وإغلاق الجامعة بدعوى تماسك الجبهة الداخلية ووقف الشغب. واقصد أيضا بعبارة محاولة تنظيم الحركة لتسير في خط متصاعد وعبارة المطلوب دلوقتى مش رفع شعار إسقاط السلطة وإنما فضحها دائما ومحاولة إيجاد البديل الشعبي لها وعبارة وإنما نبدأ في العمل الجدى الطويل النفس من أجل تكوين لجان الدفاع عن الديمقراطية ، أقصد بهذا أننا لا نرفع شعار إسقاط السلطة لأن هذه السلطة ليست عميلة للولايات المتحدة والسادات ليس كالملك حسين مثلا ولكنها أي السلطة تخاف الجماهير وتقمعها ، ولذلك فعلينا أن نضغط عليها ضغطا منظماً متصاعداً حتى لا تسير في خط التهادن مع الإمبريالية وتعترف بالقوة الشعبية التي ستكون منظمة في لجان مثل لجان الدفاع عن الديمقراطية والاتحاد الوطني لطلاب جامعة القاهرة.