السبعينيون
لا تقاس الحركات الاجتماعية والسياسية بصوابية العقائد الأيديولوجية أو الدينية.
إذ أن التاريخ عندما يتقدم بالمجتمعات البشرية لا يلُقي بالاِّ إلى قيم جوهرية مثل العدالة والحرية.
فهو لا يعرف الأخلاق… وهو قاسِ مادي النزعة.
لهذا قد يحرق التاريخ حركات اجتماعية وسياسية بدم بارد… ولحظتها سوف يخلف وراءه مسوخا بشرية… أو أبطالا تراجيديين.
إلى أروي صالح
سهام صبري
وكل من على شاكلتيهما
مستعمرة الجزام
صرت أعلم أن الرجال الطبيعيين لا يسكنون القاع وإنما مكانهم دوما كان هناك على السطح؛ حيث يغمرهم ضوء الشمس، ويتنفسون الهواء النقي، وكنت أظن أن هذا سيصير يوما ما مكان لي ولأطفالنا وللجموع، إذ أنى كنت أظن نفسي الطبيعي بلا منازع، لكن الأيام والسنوات تترى ولا نواجه سوى المزيد من الشقاء، مزيد من التعب والتعاسة، حتى صرت أبغى الموت وأتمناه…
لعنة الله على أولئك الذين ملأوا عقولنا بالآلهة الأبطال، وصراع الطبقات، والأخلاق المستقيمة، وتلك الأساطير المسماة بالوطن والشعب والطبقات الكادحة… الآن يتخبط الجميع هربًا من ذاك الانحدار الدامي، وطلبًا للصعود… الآن لا ألتقي سوى بالنوع الجديد من الرجال الصاعدين، ونحن لا نزال نتمسك بما يثقلنا عن الصعود لضوء شمس جديدة… إذ قيل لنا إن الشمس التي أمدتنا بالضوء لم تكن سوى شمس كاذبة….